تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديديات (SWOT) لسوق صناعة المكرونة في مصر || 511


يحتاج المحلل الاقتصادي قبل الدخول في أى نشاط استثماري الوقوف على الجوانب المختلفة المتعلقة بهذا النشاط من نقاط القوة ، والضعف ، والفرص ، والتهديدات (تحليل swot) ، لكى يتسنى له اتخاذ القرار الاستثمارى الرشيد في ضوء المبررات القوية التي تدعمه ، ولما كان نشاط صناعة المكرونة احد الركائز الاساسية فى سوق الغذاء المصرى ، فأنه من الاهمية استعراض تلك الجوانب على النحو التالي:-

أولاً - جوانب القوة :

      تمتلك صناعة المكرونة فى مصر العديد من المقومات التى تمثل نقاط قوة لهذا النشاط تتمثل أهمها فى التالى :-

1-وجود طلب متنامى على المكرونة بالسوق المصرى فى ضوء زيادة عدد السكان وتغير الانماط الاستهلاكية ، حيث تعد البديل الطبيعي للأرز لسد الفجوة الغذائية منه.

2-تميز المنتجات من المكرونة بقابليتها للتخزين لفترة طويلة ، وهو ما يساعد علىتسويق المنتجات وتصديرها .

3-توافر القوى العاملة الرخيصة والمؤهلة للعمل فى هذه الصناعة .

  1. توافر القدرات الانتاجية فى هذه الصناعة ، حيث يعمل بالسوق المحلى عدد كبير من المصانع المنتجة للمكرونة بلغ عددها 213 مصنع فى عام 2014، فضلاً عن توافر عناصر الخبرة الانتاجية والتسويقية للعديد منها نظرا ً لقدم هذا النشاط في مصر.

5-ارتفاع حجم استثمارات القطاع الخاص والاستثمارى فى صناعة المكرونة بمصر، حيث بلغت نسبة مساهمته فى الطاقة الانتاجية فى عام 2014 نحو 84%، ومن المتوقع ارتفاعها الى 86% فى عام 2015 ، وهو ما يدل على جاذبية هذا النشاط وارتفاع معدلات ربحيته .

6-توافر مطاحن القمح بالسوق المصرى وبطاقات انتاجية قادرة على توفير الدقيق اللازم لصناعة المكرونة ، حيث بلغ عدد المطاحن التي تعمل فى مجال انتاج الدقيق نسبة استخراج 72% نحو94 مطحن.

7-الموقع الجغرافى المتميز لمصر ، والذى يزيد من قدرة المكرونة المصرية فى الوصول الى اسواق الاستهلاك بأنسب الوسائل وبأقل تكلفة .

8- تنوع الانتاج المحلى من المكرونة بالاحجام (الاوزان) ، والجودة ، والاسعار المختلفة التى تراعى تباين شرائح المجتمع وقوتها الشرائية.

ثانياً - جوانب الضعف :

     يوجد فى صناعة المكرونة بمصر بعض نقاط الضعف التى تحد من انتعاشها ونموها بالشكل المناسب ، من ابرزها ما يلي :-

1-نقص المواد الخام من الدقيق اللازم لتشغيل واستغلال الطاقة القصوى للمصانع المنتجة للمكرونة فى مصر، فى ضوء عدم كفاية الانتاج المحلى من القمح ، وبالتالى الاعتماد على الاستيراد من الخارج .

2-الاعتماد بشكل كبير على استيراد الالات والمعدات اللازمة لصناعة المكرونة من الخارج ، فى ضوء التطور العالمى لتكنولوجية الانتاج مما يزيد من تكاليف هذه الصناعة .

3-الارتفاع النسبى للاسعار المحلية من المكرونة مقارنةً بالارز .

4-ارتفاع نسبة الفاقد في صناعة المكرونة بنحو10% اثناء العملية الانتاجية ، فضلاً عن الفاقد اثناء عمليات التخزين والنقل والتسويق .

5-عدم توافر دراسات استراتيجية لمتطلبات أهم اسواق استهلاك المكرونة عالميا ً، من حيث نوع المنتج ، والجودة المطلوبة ، والاسعار... الخ ، الامر الذى ادى الى عدم استغلال الفرص التصديرية المتاحة بالسوق العالمى بشكل افضل ، حيث بلغت حصتنا من الصادرات فى عام 2012 نحو1,7% ، مقابل 49% لايطاليا ،        و12% لتركيا .

 ثالثاً- الفرص:

1-وجود طاقات انتاجية غير المستغلة فى هذه الصناعة بلغت نسبتها 27,7% فى عام 2014 ، وهو ما يمكن استغلاله لزيادة الانتاج وتوجيهه الى الاسواق الخارجية  بعد تأمين توافر المواد الخام اللازمة .

2- وجود فرص تصديرية متاحة للمنتجات المصرية من المكرونة بمختلف الاسواق: العربية، والافريقية ، والاسيوية ، والاوروبية ، وذلك فى ضوء جودة المنتج المصرى، وحصول بعض الشركات المصرية العاملة فى هذا النشاط على شهادات الايزو وشهادات ضمان الجودة .

3-هناك اتجاه للتوسع فى انشاء صوامع تخزين القمح المتطورة بمصر للحفاظ على مخزون القمح من الاهدار ، وبالتالى توفير المادة الخام اللازمة للصناعات القائمة عليه ومنها صناعة المكرونة ، حيث سيتم الانتهاء من انشاء 25 صومعة متطورة خلال عام 2016  ، فضلاً عن مشروع انشاء المنطقة اللوجستية لتداول وتجارة الحبوب بميناء دمياط ، والذى سيساهم فى ارتفاع الطاقات التخزينية من الاقماح من 160 الف طن في الوقت الحالي الى 10ملايين طن.

4-وجود فرص استثمارية لإقامة مصانع جديدة لإنتاج المكرونة فى مصر ، بالاضافة الى زيادة الطاقة الانتاجية لبعض المصانع القائمة يمكن استغلالها فى التصدير ومنها :-

  • اقامة مصانع للمكرونة قريبة من مواني التصدير ومناطق تخزين الحبوب اللوجيستية بغرض التصدير ، سواء الى الدول الافريقية باستخدام وسائل النقل النهري ، أو باقي دول العالم عن طريق الخطوط البحرية .
  • اعتزام شركة مطاحن مصر انشاء مصنع للمكرونة فى المنطقة الصناعية بجمصة بطاقة انتاجية 100 طن يومياً وباستثمارات قدرها40 مليون جنيه خلال النصف الاول من عام 2015 .
  • اعتزام شركة ريجينا اقامة مصنع ثالث بمدينة السادات بطاقة انتاجية 42 الف طن سنوياً ، وبتكلفة استثمارية 120 مليون جنيه ، من المتوقع الانتهاء منه خلال عامين .
  • استهداف شركة المستثمر للصناعات الغذائية تطوير مصنعها وزيادة طاقته الانتاجية من المكرونة وذلك من الفى طن حالياً ، الى10آلاف طن شهرياً ، فضلاً عن زيادة الطاقة الانتاجية للمطاحن التابعة لها من180 طن الى 550 طن يومياً ، وذلك بتكلفة استثمارية تقدر بنحو 150 مليون جنيه 

5-دخول المكرونة ضمن منظومة التموين ، مع زيادة حصتها فى مناقصات توريد السلع التموينية من 12 الى 30 الف طن شهريا ، مما اتاح حصول شريحة كبيرة من المستهلكين ذوى الدخل المحدود على احتياجاتهم من المكرونة، فضلا عن نجاح الشركات المنتجة فى زيادة مبيعاتهم المحلية .

6- تعدد وتنوع منافذ ومحلات بيع المنتجات الغذائية من متاجر الجملة والتجزئة بالسوق المحلى وتزايدها من عام لاخر، فضلاً عن انتشار محلات بيع المكرونة الجاهزة الامر الذى يزيد من معدلات الطلب وشراء المكرونة .

7-امكانية جذب الاستثمارات الاجنبية للاستثمار فى صناعة المكرونة بمصر وبخاصةً للشركات ذات العلامات التجارية المميزة ، والتى تحقق معدلات تصدير مرتفعة لكافة الاسواق العالمية .

8-اتجاه الحكومة الى تخفيض المساحات المزروعة من محصول الارز بالمناطق الساحلية لتصل الى مليون و70 الف فدان سنوياً بدلاً من 2 مليون فدان سابقاً ، وذلك فى ضوء أزمة الموراد المائية بمصر ، وهو الامر الذى قد يزيد من الطلب على انتاج المكرونة كبديل للارز .

رابعاً- التهديدات:

    تواجه صناعة المكرونة  في مصر مجموعة من المعوقات والمشاكل التي تمثل تهديدات لهذه الصناعة ، ومن ابرزها ما يلي :-

1-انتشار حالات الغش الصناعى بالسوق المحلى , حيث يوجد بعض المصانع التى تقوم باستخدام مرتجعات وهوالك المكرونة المنتهية الصالحية وغير صالحة للاستهلاك الآدمى ، واستخدامها مرة اخرى فى عمليات التصنيع بعد طحنها وخلطها بالدقيق ، فضلاً عن عمليات الغش التجارى المتمثلة فى تزوير العلامات التجارية لبعض مصانع المكرونة ومطاحن الدقيق استخراج 72% ، وهو الامر الذى يؤثر بالسلب على هذا النشاط ويهدد المصانع العاملة فيه .

2-ارتكاب بعض مطاحن القمح الخاصة والتابعة لشركات تصنيع المكرونة بمصر مخالفات من شأنها التهديد بايقاف العمل بها وقد يتطور الامر الى اغلاقها ، وبالتالى التأثير على انتاج مصانع المكرونة ،  ومن هذه المخالفات المشاركة فى عمليات تهريب القمح المخصص لانتاج الدقيق البلدى استخراج 82% المخصص لانتاج الخبز والمدعم من قبل الدولة واستخدامه فى تصنيع المكرونة .

3-الارتفاع والتغير فى اسعار الدولار ومشكلة تدبير العملات الاجنبية تعد من المعوقات التى تقف امام صعوبة استيراد الالات والمعدات وقطع الغيار ، وكذا المواد الخام من القمح والدقيق اللازمة للانتاج .

4- تأثر الصادرات المصرية من المنتجات الغذائية بصفة عامة ومنها المكرونة بحالة عدم الاستقرار السياسى والامنى فى الاسواق المستوردة لها وبخاصةً سوريا ، وليبيا ، واليمن .

5-انخفاض عائدات تصدير المنتجات المصرية من الصناعات الغذائية ومنها المكرونة ، وذلك نتيجة انخفاض قيمة اليورو مقابل الدولار بنحو40%  .

6-ازمة الطاقة المتكررة فى مصر ، حيث تعانى بعص القطاعات الصناعية من عدم توافر الطاقة اللازمة لتشغيل مصانعها ( سواء كانت كهرباء ، او سولار ،      أو غاز ) ومنها صناعة المكرونة ، حيث تعرضت بعض المصانع لمخاطر التوقف عن الانتاج نتيجة عدم توافر احتياجاتها من السولار  .

 

 

 

 

القائمة