لا يوجد تصنيف واحد مُتفق عليه يجمع الألوان الاصطناعية المستخدمة في المنتجات الغذائية، حيث تتعدد التصنيفات، بحسب الاشتراطات والمعايير القياسية التي تعتمدها كل دولة.
وكان مجموعة من كبار علماء الغذاء والتغذية حددوا سبعة ألوان اصطناعية تستخدم في تحضير الطعام والمواد الغذائية، في حين جعلها فريق آخر من العلماء،ضمن خمس
فئات رئيسة، هي: التارترازين، والألورا، وأسود لامع، والأزرق براق أف سي أف، وأصفر غروب الشمس.
وتعددت التصنيفات التي يصعب حصرها هنا، ونذكر من أكثر أنواع الألوان الاصطناعية استخداما في المنتجات الغذائية بمنطقتنا العربية:
صبغة_التارترازين Tartrazine
التي يعود تاريخ استخدامها إلى العام 1916 م، ومازالت قيد الاستخدام على نطاق واسع في الأغذية حتى الآن، ومن المُسميات الأخرى التي تُعرف بها هذا الصبغة، أصفر الغذاء رقم 4، وأصفر الحمض رقم 23 ، و أصفر رقم 5 للغذاء والدواء ومستحضرات التجميل.
وبحسب السوق الأوروبي، تكون صبغة التاراترازين في صورتها التجارية على هيئة بودرة ذات لون برتقالي خفيف، تذوب بسرعة في الماء، لتُعطي محلولاً ذا لون
ليموني فاتح، ويمتاز بأنه لون قوي ومتجانس.
، وستخدم على نطاق واسع في الأطعمة المعلبة والبسكويت والحلويات والمشروبات ومنتجات الألبان، وإضافتها للمواد الغذائية يُحوِّلها إلى الأخضر عندما تُخلط مع التارترازين، وكانت لجنة الخُبراء المشتركة من منظمتي الأغذية والزراعة والصحة العالمية المُكلَّفة بتقييم المواد المضافة للأغذية حددت الجُرعة الآمنة المسموح بها يوميا ب ) .)O-12,5 mg/kg
عُرفت في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وتُستعمل في تجهيز الحلويات والمشروبات والتوابل ومستحضرات التجميل والبسكويت وحبوب الإفطار وخليط الكيك الجاهز والجلي والأيس كريم.
وإذا كانت للألوان الإصطناعية حدود آمنة مسموح بها، فإن مكمن الخطورة يتمثل في تعدَّي هذه الحدود من المُنتجين للمواد الغذائية، أو أن يلتهم الشخص أطعمة وأغذية بكميات كبيرة وتكون محتوية على ألوان صناعية، ومن ثم يصبح حجم ما وصل إلى جسمه منها يتجاوز المسموح به. ولذلك انصح كل من تخصص فى سلامة الغذاء ان لا يتهاون فى هذة الامور التى من شأنها الضرر الكبير بكل انسان وده هدف اهتمامنا بعمل برنامج سلامة الغذاء لكل الخريجين .
نعود مرة اخرى الى موضوعنا
أجريت العديد من الدراسات والأبحاث والتجارب حول مدى خطورة الألوان الاصطناعية المستخدمة في الأطعمة والمنتجات الغذائية، منها دراسة قام بها فريق من هيئة الرقابة الصحية في بريطانيا عن علاقة الملونات الإصطناعية بالأغذية وفرط النشاط عند الأطفال، و أفضت النتائج إلى أن ما بين 2 و 5 في المائة من أطفال بريطانيا مصابون بفرط النشاط، وهو من الصعوبات السلوكية، التي تؤثر على التعلُّم والذاكرة والحركة واللغة والإستجابات العاطفية. وتبين أن المتهم الأول في ذلك هو الملونات الإصطناعية المستخدمة في تحضير الأطعمة والمنتجات الغذائية. وكان مركز العلوم البريطاني أرسل إلى مؤسسة الغذاء والدواء، طالبا حظر استخدام عدد من ملونات الطعام، و أن يتم ذلك بالتنسيق في إطار الاتحاد الأوروبي، وحذّر معهد بحوث الغذاء في ميونخ بألمانيا، من خطورة الإسراف في استخدام الأصباغ في المواد الغذائية، خاصة بعد أن خرجت عدة دراسات من المعهد تؤكد هذه الخطورة.
وفي تقرير لوكالة الغذاء والدواء الأمريكية FDA ورد أن الإسراف وسوء استخدام هذه الملونات الاصطناعية، له عواقب خطيرة، تظهر على المدى البعيد، منها تليف الأغشية والأعضاء،وتزايد احتمالية الإصابة بالسرطان، ولهذه الأسباب أوصت الوكالة بمنع استخدام عدد من الملونات في الأغذية هي: البرتقالي رقم 2، و 8، والأصفر رقم 3، و 4، والأحمر رقم واحد و 4 و 32 ، والأخضر رقم واحد، والبنفسجي رقم واحد،وذلك لوجود شبهة خطورة على الصحة العامة من جراء إضافتهم إلى المنتجات الغذائية.
وتشترط FDA عند استعمال صبغة التارترازين، ذكر اسمها على عبوات الأغذية المستعملة في صناعتها، مع ضرورة كتابة تحذير بأنها قد تسبب تفاعلات حساسية لدى بعض الأشخاص على شكل ربو قصبي،أو التهاب غشاء الأنف،أو الاضطرابات في الرؤية، وأن حوالي 20 في المائة من الأشخاص يشتكون من الحساسية الناتجة عن وجود التارترازين في طعامهم. وكانت دراسة قام بها باحثون في جامعة ساوثهامبتون البريطانية حول تأثير أصفر غروب الشمس والتارتراوين على سلوكيات الأطفال، خلصت إلى أن ثمة زيادة في معدل الحركة والعدوانية لديهم،إلى جانب انخفاض في مستوى الزنك في بلازما الدم، وزيادة مستواه في البول يعنى نخلى بالنا ان ممكن اطفال كتير بسبب الألوان الصناعية تسبب فرط حركة . وفي تجربة تم حقن فئران من كلا الجنسين) ذكر وأنثى(، بنسبة 0,5 في المائة و 1,5 في المائة، و 5 في المائة من صبغة الأزرق براق أف سي أف، لفترة تتراوح بين 4 و10 أسابيع، وتبين أن الحقن بالصبغة يقود إلى نمو سرطاني مكان الحقن.