حقيقة إنّ شركات الأعمال التي أسستها النساء في السنوات الأخيرة فاقت في معدلها شركات الأعمال التي أسسها الذكور، وهذه الزيادة في ريادة الأعمال للنساء بدأت تنتقل من العالم المتقدم إلى العالم النامي، حيث تكون مجالات وفرص ريادة الأعمال غير المكتشفة هي الأكبر، كذلك فقد زاد عدد الشركات المملوكة من النساء بوتيرة أسرع في اقتصادات الدول الناشئة، وخاصةً في الهند والبرازيل وفيتنام والفلبين، وفي الواقع يفوق معدل مشاريع ريادة الأعمال النسائية في العديد من الاقتصادات النامية المعدل السائد في معظم الدول الصناعية.
وفي عام 2010 انخرطت بنشاط أكثر من 104 مليون امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 64 في تأسيس وإدارة مشاريع جديدة، وساهمن بشكل كبير في تحسين الاقتصاد في 59 بلد نامي، وذلك استنادًا إلى دراسة أجرتها المؤسسة العالمية لرصد ريادة الأعمال (GEM)، كذلك فقد قادت النساء خلال العقد المنصرم حوالي ثلث مجموع نشاطات مشاريع ريادة الأعمال في العالم.
بعد سرد هذه الحقائق لابد أن تكوني قد تأكدتِ أنّ ريادة الأعمال ليست حكرًا على أشخاصٍ أسطوريين أو عباقرة، وبما أنّ كل هؤلاء النسوة قد نجحن في تأسيس مشاريعهن الخاصة فيجب أن تنجحي أنت أيضًا.
أنتِ الآن على وشك أن تبدئي برحلة، رحلة تبدأ بفكرة وتنتهي بواقع يتكرس ربما بشركة عامة مسجلة أنتِ من يمتلكها.
لا يوجد مسار واحد على جميع الرياديين أن يسلكوه، يمكن أن تدخلي عالم الريادة من أبواب مختلفة، فالريادة يمكن أن تبدأ بتركيبة من:
الآن إذا أخذتِ قرارك في الولوج إلى حياة رائدات الأعمال، وتأكدتِ أنّ الريادة مناسبة لك، فعليك التقدم نحو الخطوة التالية وهي مرحلة إيجاد الفكرة:
قبل كل شيء عليكِ أن تعرفي ماذا ستفعلين تحديدًا، ما هو العمل التجاري الذي ستبدئين به، ربما من السهل أن تجدي فكرةً لمشروع، ولكن أن تأتي بتلك الفكرة التي تشغفكِ وترهقكِ من كثرة التفكير بها، الفكرة التي تستحق المخاطرة فهذا هو ما يجب أن تبحثي عنه، كيف تجدين فكرتك؟ وكيف تتحققين من جدوى تنفيذها؟
ولكن انتبهي وتذكري أنّ اللهفة لامتلاك عملكِ الريادي الخاص ليست دائمًا كافية لضمان نجاحك المستقبلي.
في بعض الحالات ستواجهين حالة تشبه لغز البيضة والدجاجة أيهما يأتي أولًا الفكرة يتبعها العمل التجاري، أم أنّ بإمكانكِ البدء بشكل معاكس: القرار أولًا ثم البحث عن الفكرة.
سواءً كانت الفكرة “مصباح النور” أم الرغبة بامتلاك عمل هي ما يقودكِ، فتابعي لأنّ الريادة يمكن أن تبدأ بأي من المسارين.
سنعرّف الفكرة “المصباح” بـ:
بأنّها الفكرة التي تحتاجينها للعمل التجاري هي فكرة مبتكرة تملأ فراغًا، وتؤمنين بأنّكِ قادرةٌ على تنفيذها بنجاح، لا شيء معقد في الموضوع، كل ما تحتاجين له هو شيء يشعرك بالحماس وبأنّه سيطلق الريادية في داخلكِ!
إذا لم يكن مصباحك قد أنار بعد، وتريدين البدء بعملكِ الخاص فيجب عليكِ الاستمرار في البحث والتفكير حول الأشياء التي تحبين عملها، استخدمي خيالك المبدع في التفكير.
والآن بعد أن امتلكتِ الفكرة التي تريدين لبدء مشروعك الريادي مري بها على القواعد التالية لتعرفي إن كانت جيدة وقابلة للتحول إلى منتج قادر على الحياة …
أولًا: ليس شرطًا أن تكون الفكرة جديدة أو مبتكرة هذه الفكرة خاطئة تمامًا، معظم الرياديين يبدؤون أعمالهم من خلال نسخ فكرة شخص آخر أو تعديلها، ليس جيدًا تمامًا أن تكوني الأولى فهناك حقيقة تجارية هامة تعرف بـ “مساوئ المتحرك الأول”.
لكن هذا لا يعني أن يكون منتجك مطابقًا لمنتج آخر يجب على فكرتك أن تمتلك نقطة بيع فريدة تميزها في السوق، المهم هو ما ترينه لفكرتك من تصميم مختلف، أو تكلفة أقل أو بشكل مختلف عما يقوم به الآخرون.
أمّا إن كانت فكرتك جديدة تمامًا، فلقد اخترتِ الأصعب حاولي أن تقيّمي ردّة فعل السوق على فكرة مشابهة جدًا لفكرتك في القطاع ذاته، ثم حاولي قياس مكان ضعف وقوة فكرتك، قومي بـ تحدّي فكرتك وفرضياتك وحاولي قياس الخطر المتأصّل.
ثانيًا: تذكري أنّ الريادي يختلف عن المخترع ببساطة الريادي يقوم بإنشاء عمل تجاري لفكرة موجودة في غالب الأحيان ولا يتوجب عليه اختراعها، أمّا المخترعون فهم عباقرة يجدون أشياء جديدة دومًا.
وغالبًا يستغل الرياديون الأفكار التي يتركها المخترعون!
ثالثًا: كوني أول زبونة لنفسك في هذه المرحلة انظري لفكرتك من منظور الزبون وليس البائع، لا تقومي بتقسيم عقلك بين بائع ومشتري إذا لم تقنعي نفسك بشراء منتجك، وإذا لم تجدي زبونك الأول ف بالتأكيد هناك خلل عليكِ إصلاحه.
وتذكري أنّ الزبائن ليسوا مجموعةً من الناس يمكنك خداعهم لشراء منتجك، كوني أنت الزبون، هذه الطريقة ستوفر عليك الكثير من الأموال “التي قد تكونين لا تملكينها حتى الآن في استطلاع الآراء”.
الخلاصة إذا كنتِ أنت بكل حياد ستشترين منتجك، ووجدتِ 20 شخصًا آخر فمنتجك حتمًا سيباع.
رابعًا: لا تقتربي من فكرتِك إذا كان المال في عقلك، المال لن يضيء المصباح لا تفكري وأنت لا تزالين في هذه المرحلة “كيف سأجني المال”، دعي هذا السؤال للمرحلة التالية، ولكن الآن انظري للكسب كقطعة الحلوى التي تأتي بعد الطعام.
لا تبني مشروعك على أساس من الطمع بل على الحماس والشغف بكل ما ستقومين به، حاذري هذه الطريقة في التفكير كانت وراء فشل الكثير من المشاريع الناشئة.
خامسًا: تأكدي من أنّ فكرة العمل التجاري ملائِمة لك عندما تخرجين بفكرة قومي بمواجهتها، خذي رأيك الخاص بجدية! يجب أن تلائم فكرة العمل شخصيتك خصوصًا في البدايات؛ لأنّ عملك يعتبر امتدادًا لك مثلًا: إذا كنتِ لا تستمتعين بالحياكة مثلًا فلا تقومي بعمل مشغل، وإذا كنت لا تحبين الاختلاط بالناس لا تبدئي بمشروع يتعلق بالخدمات، أمّا إذا كنت تكرهين الجلوس خلف طاولة فلا تبدئي بعمل تجاري يربطك بمكتب …
سادسًا: فكّري بمستقبل الفكرة كيف ستتطور؟ هل يمكن أن تولد أفكار فرعية منها؟ حاولي أن تطلقي لخيالك العنان وهنا فكري بتفاؤل، كيف سينجح مشروعك، كيف سينطلق وكيف سيتوسع.
إذا مرّت فكرتكِ على كل هذه القواعد وبقيت ذات جدوى، فأنتِ قد نجحتِ وحصلتِ على أساس لمفهوم متين يمكن أن يتحوّل إلى نموذج شركة أو مشروع خاص بك.
ستكون خطوتك التالية هي القيام بأبحاث السوق، أي الكيفية التي ستحول الفكرة إلى عمل تجاري.