كيفية استخدام الممحاه و اهم انوعها || 228


نظرياً، يمكننا أن نكتب حوالي 45.000 كلمة بقلم رصاص واحد، وفي حال وقوعنا بالأخطاء أثناء الكتابة –وهو أمر شائع جداً- يأتي دور الممحاة لتصحيح أخطائنا، ربما لم نعد نهتم كثيراً بأقلام الرصاص والممحاة في عالم اليوم، كون التطور التقني جعلنا أكثر ارتباطاً بالأجهزة الرقمية التي يسهل الكتابة والحذف فيها، ولكن على الجهة الأخرى لا يمكننا إنكار ارتباط قلم الرصاص (B2) والممحاة مع فحوصات أسئلة الاختيار من متعدد، حيث تعودنا أن نستخدم قلم الرصاص لاختيار (أو تظليل) الاجابات، وفي حال اكتشاف وجود خطأ في الإجابة نقوم بمحي الاختيار الخاطئ عن طريق الممحاة، وحالياً فإن الاستخدام الرسمي لقلم الرصاص ينحصر في الفحوصات المعيارية، وعلى الرغم من كل ما تقدم، فإن الاحصائيات تشير إلى استخدام أكثر من 2 مليار قلم رصاص في العام الواحد في أميريكا لوحدها.

 

خلافا للاعتقاد الشائع، فإن أقلام الرصاص ليست مصنوعة من الرصاص، حيث كانت آخر مرة تم استعمال الرصاص فيها في أقلام الرصاص، منذ العهد الروماني، حين تمت كتابة المخطوطات الرومانية على ورق البردي، لذا فإن كنت من الأشخاص الذين يمتلكون عادة عض أقلام الرصاص، لا تخف، لأنك لن تمرض نتيجة للتسمم بالرصاص، في الحقيقة فإنه منذ عام 1795 قام (نيكولا جاك كونتي) باختراع خليط أقلام الرصاص، حيث أصبحت تصنع منذ ذلك الوقت من خليط الجرافيت مع الماء والطين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أقلام الرصاص في ذاك الوقت لم تكن تحمل ممحاة في أعلاها، حيث لم يتم وضع الممحاة في أعلى قلم الرصاص إلا منذ حوالي قرن من الزمن.

تعمل الممحاة على مسح العلامات المكتوبة بقلم الرصاص، عن طريق رفع الجرافيت من الورقة، وتقوم آلية كتابة قلم الرصاص، على اختلاط جسيمات الجرافيت الناتجة عن قلم الرصاص وتعلقها بألياف الورق، سابقاً كانت المماحي تصنع من الخبز الرطب، أما حالياً تتم صناعة المماحي الحديثة من مركبات المطاط الاصطناعي المشتق من النفط، حيث يتم تصنيعها عادة من مركب كلوريد البولي فينيل (تم التوقف عن استعمال المطاط الطبيعي في صناعة المماحي، كون المطاط الطبيعي يثير حساسية بعض الأشخاص)، ولأن جزيئات البوليمر في الممحاة أكثر لزوجة من ألياف الورق، تلتصق جسيمات الجرافيت بالممحاة بدلاً من التصاقها بالورق، علماً أن بعض المماحي تكون أكثر لزوجة من غيرها، مما يساعدها على امتصاص جزيئات الغرافيت بشكل أكثر سهولة، ويجعل عملية المحي أكثر نظافة وسلاسة.

 

المماحي الموجودة في أعلى قلم الرصاص العادي (ذات اللون الوردي عادة)، تعتبر من أسوأ أنواع المماحي، كون قوامها الصلب، يجعلها تلتصق على الورق، وتترك خلفها خدوشاً عند استعمالها، كما يمكن أن تمزق الورق أو تحدث فيه ثقوباً صغيرة مكان الاحتكاك، كما أنها تبدأ بالتفكك عند استعمالها، مما يتطلب نفخها عن الورق أو حكها بأداة خشنة لإزالة آثارها العالقة، أما المماحي الجيدة فتكون ذات قوم ليّن، بحيث تتطلب احتكاكاً أقل للمحي، وهذا ما يجعلها أقل خدشاً للورق، فمثلاً ممحاة الفينيل الأبيض، تمحو بشكل أكثر نظافة وكفاءة وسلاسة من الممحاة الوردية المدمجة بأقلام الرصاص العادية، كونها مصنوعة من الفينيل الليّن، وأفضل أنواع المماحي هي المماحي القابلة للعجن والتشكيل، حيث يمكن تليينها عن طريق عجنها باليد، وهذه المماحي لا تحدث خدوشاً في الورق عند إزالتها للجرافيت أو للفحم أو للرصاص، كونها لزجة بما فيه الكفاية لالتقاط جزيئات الغرافيت دون احتكاك كبير، لذا فإنها لا تترك أي لطخات، أو آثار أو خدوش على الورق.

أخيراً، لا بد من الإشارة إلى وجود أنواع من المماحي تقوم بإزالة الحبر، وطريقة عمل هذه المماحي تعتمد على نوع الحبر المستخدم أساساً في الكتابة، حيث يتم استعمال نوع خاص من الحبر (الاسمنت المطاطي السائل) بدلاً من الحبر التقليدي، علماً أنه يمكن محي آثار هذا الحبر في غضون 10 ساعات فقط من الكتابة، أما بعد هذا فإن المطاط المستخدم في الحبر سيتصلب، ولن يعود من الممكن إزالة آثاره من الورق.

المصدر

 

القائمة