تمر كل الشركات بمراحل تطور مختلفة يُطلق عليها دورة حياة الشركة، وتبدأ هذه الدورة منذ اللحظة التي تأتي فيها فكرة التأسيس.
ويواجه رائد الأعمال عقبات مختلفة في كل مرحلة من المراحل، ويكون عليه تجاوزها وإيجاد الإستراتيجية المناسبة للتعامل معها.
ووفقًا لتقرير أصدرته شركة البحوث "Genome"، فإن 90% من الشركات الناشئة تفشل في المقام الأول بسبب التدمير الذاتي، ويرجع هذا الفشل إلى الخيارات السيئة التي يتخذها مؤسسوها أو عدم استعدادهم، وليس بسبب الحظ السيئ أو ظروف السوق الخارجة عن إرادتهم.
ويساعد فهم المرحلة التي تقف فيها الشركة على تحدي الصعاب، لأن رائد الأعمال يكون على وعي حينها بالمشكلات والعقبات المُحتملة التي قد تواجهه في كل مرحلة قبل أن ينتقل إليها بالفعل، وفقًا لتقرير نشرته مجلة "إنتربنور".
5 مراحل تمر بها الشركات في دورة حياتها |
|
المرحلة |
التوضيح |
1- التمويل الأولي والتنمية
|
هي أول مرحلة والتي تبدأ قبل الوجود الرسمي للشركة، وتكون لدى رائد الأعمال فيها فكرة ويرغب في تنفيذها، لكنه يقوم أولاً بتقييم مدى قابلية نجاحها.
في هذه المرحلة يجب أن يطلب رائد الأعمال المشورة الخاصة بفكرته من الأشخاص المحيطين به من أصدقاء وعائلة وزملاء العمل ومتخصصين في المجال الذي هو على وشك الدخول به.
ويعتمد نجاح الشركة على عدة عوامل من بينها قدرات رائد الأعمال واستعداد السوق، والوضع المالي وكيفية الحصول على التمويل الأولي لبدء المشروع.
|
2- تأسيس الشركة
|
بمجرد أن يختبر رائد الأعمال فكرة الشركة ويشعر بالاستعداد لإطلاقها، يصبح ذلك هو الوقت المناسب لتأسيسها بشكل رسمي.
يعتقد كثيرون أن هذه هي المرحلة الأخطر في دورة حياة الشركات، وأن الأخطاء التي تُرتكب بها تؤثر على الشركة في السنوات التالية، ولهذا السبب تفشل الشركات في الاستمرار والوصول إلى السنة الخامسة.
أهم شيء في هذه المرحلة هو القدرة على التكيف، ومحاولة تغيير المنتجات والخدمات وفقًا لآراء العملاء الأوائل.
|
3- النمو والتأسيس
|
في هذه المرحلة تكون الشركة بدأت تدر دخلاً ثابتًا وأصبح لديها عملاء جدد بانتظام.
ينبغي أن تشهد الشركة تحسنًا في التدفق النقدي، بحيث تساعد العائدات في تغطية النفقات الجارية، ويجب أن يتطلع رائد الأعمال خلال هذه المرحلة إلى تحسين الأرباح ببطء وثبات.
أكبر تحد يواجهه رائد الأعمال في هذه المرحلة هو القدرة على تنظيم الوقت بين التعامل مع المتطلبات الجديدة وإدارة المزيد من الإيرادات وجذب عملاء جدد، والقدرة على التعامل مع المنافسة واستيعاب قوة العمل المتنامية.
ويساعد توظيف أشخاص أذكياء لديهم مهارات مناسبة على الاستفادة من الشركة بأقصى درجة ممكنة خلال هذه المرحلة، لذلك فإن أي مؤسس جيد يشارك بشكل مباشر في عملية التوظيف واختيار المتقدمين للعمل.
|
4- التوسع
|
في هذه المرحلة يشعر رائد الأعمال بدرجة من الاستقرار، حيث يكون لديه موظفون أكفاء قادرون على القيام بالمهام التي لم يعد لدى رائد الأعمال وقت للقيام بها، وتصبح الشركة بالفعل راسخة في الصناعة.
يبدأ رائد الأعمال وقتها في الاستفادة من هذا الاستقرار في التوسع والوصول إلى مناطق جغرافية جديدة.
تشهد الشركات في هذه المرحلة نموًا سريعًا في الإيرادات وتدفقًا نقديًا، لكن يحذر كثيرون من الشعور بالارتياح والرضا كثيرًا خلال هذه المرحلة، لأن الشركات إذا لم تحقق تقدمًا فإن هذا يعني تراجعها.
على رائد الأعمال أن يخطط جيدًا للتوسع، وأن يكون واقعيًا فيما يتعلق بالموارد التي يمتلكها والجهد والتكلفة والعوائد المحتملة، كما يجب أن يضع في اعتباره أن نموذج العمل الذي نجح سابقًا ليس ضامنًا على نجاحه في أسواق أخرى، أو أن العروض الجديدة سوف تشهد نفس النجاح، لذلك يجب عليه قياس المخاطر المحتملة جميعها، وتأمين الشركة لمواجهة كافة الاحتمالات.
|
5- التخارج
|
في هذه المرحلة تكون الشركة قد توسعت بنجاح، وأصبحت تحقق أرباحًا ثابتة سنويًا.
ويواجه رواد الأعمال خيارين في هذه الأثناء وهما زيادة التوسع أو الخروج.
إذا قرر رائد الأعمال التوسع عليه طرح عدة أسئلة على نفسه منها هل يمكن للشركة مواصلة النمو؟ هل هناك فرص كافية للتوسع؟ هل الشركة مستقرة ماليًا بشكل كاف لمواجهة أي محاولات فاشلة للتوسع؟
ومن بين الأسئلة أيضًا إذا ما كان رائد الأعمال هو المدير المناسب لمرحلة التوسع؟ وتقوم العديد من الشركات بجلب مدير تنفيذي جديد ليكون أكثر قدرة على التعامل مع المرحلة والتحديات الجديدة.
وفي حالة إذا قرر رائد الأعمال الخروج وبيع الشركة، فقد يكون البيع جزئيًا أو كليًا، ويتوقف على نوع الشركة (عامة أو خاصة)، وتكون مفاوضات البيع مرحلة جديدة في حد ذاتها.
|