يعد إنشاء مدينة الجلالة لصناعة الرخام بهضبة الجلالة البحرية، وكذلك تطوير منطقة شق الثعبان بمدينة القاهرة، لتصبحا مناطق متطورة لصناعة الرخام، استمراراً للجهود المبذولة لتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية التي تمتلكها مصر، وكذلك للنهوض بالصناعات الوطنية، والمساهمة من ناحيةٍ أخرى في توفير فرص عمل جديدة للشباب، واكتساب الخبرات وتوطين التكنولوجيا الحديثة لتصنيع الرخام والجرانيت، وأيضا لوضع اسم مصر على الخريطة العالمية لصناعة الرخام، فضلاً عن الوفاء باحتياجات السوق الداخلى وتصدير الفائض إلى الخارج لتوفير العملة الصعبة.
أهمية إنشاء المدن الصناعية المتخصصة فى مصر
- يسهم فى إعادة بناء وتطوير الاقتصاد المصرى .
- يسهم فى معرفة المشكلات التى تواجه كل قطاع صناعي، وما يحتاجه للتطور.
- يعمل على معرفة حجم الطاقة، والعمالة اللازمة ، والمخلفات التى تخرج من هذه الصناعة، وكيفية التعامل معها، وما يتبع ذلك من التجارة الداخلية، وإقامة معارض للمنتجات الخاصة بهذه المدن، وإنشاء مناطق سكنية للعاملين بها ، بالإضافة إلى زيادة القدرة التنافسية داخليًا وخارجيًا.
المقومات المحفزة لإنشاء مدن لصناعة الرخام
- يهتم الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتمامًا كبيرًا بالمدن الصناعية المتخصصة، ومن ثم تم البدأ بإنشاء مدينتي الجلالة ومنطقة شق الثعبان للرخام والجرانيت، مما يسهم فى تطور تلك الصناعة، والاستفادة من المواد الخام التى تنتجها مصر، وتصدرها للخارج فى شكل منتجات لتعظيم القيمة المضافة.
- تمتلك مصر ثروة ضخمة من أفضل أنواع المحاجر فى العالم، و مشروع مدينة الجلالة وشق الثعبان للرخام والجرانيت يعملان على الاستفادة القصوى من الثروات الطبيعية، وتعظيم التواجد المصرى فى السوق دوليًا.
- تضم منطقة هضبة الجلالة نحو 300 مصنع و 400 ورشة، و 700 محجر،تعمل كلها فى صناعة الرخام والجرانيت، ويتم إنتاج أربعة ملايين طن سنويًا، فى حين أن مختلف دول العالم تنتج نحو 74 مليون طن، وتجميع هذا العدد فى مدينة متكاملة يعظم الاستفادة منها، ويضع مصر فى مكانتها الحقيقية فى سوق الرخام دوليًا، كذلك تحتوى منطقة شق الثعبان على 1858 مصنعا وورشة منتشرة لتصنيع وتصدير الرخام .
مدينة الجلالة للرخام والجرانيت
تقع مدينة الجلالة للرخام فى منطقة الجلالة البحرية على بعد ساعتين ونصف من مدينة القاهرة بمنطقة العين السخنة بمحافظة السويس ، وقد أعلن الرئيس السيسي، فى أغسطس 2018 أن الحكومة تعمل حاليًا على بناء مدينة جديدة للرخام في هضبة الجلالة مع شركة «بيدريني» الإيطالية للرخام والجرانيت، و من المقرر الانتهاء منها خلال عامين، تتكون من 5 إلى 6 مجمعات لصناعة الرخام، هذا ويتكون جبل الجلالة من صخور أركية قديمة، وتكثر به العروق المعدنية، كذلك تتكون هضبة الجلالة الشمالية ، ووادى غربة، من صخور جيرية ، ويوجد بطريق الجلالة، مجموعة من جبال الرخام الذى ينتج منه "رخام الجلالة" المشهور عالميًا ويتم تصديره للخارج، لذلك تم اختيار هذا الطريق لإقامة مشروع مدينة الجلالة للرخام، وتتركز في هضبة الجلالة العديد من مصانع السيراميك والأسمنت والحديد والصلب والبتروكيماويات والتي تحتوي على المحاجر التى يوجد بها جميع أنواع المواد الخام، وتعمل الدولة على توفير الإمكانيات من أجل نجاح المشروع، ومنها مد طريق «الزعفرانةـ العين السخنة»، ليخدم المدينة الجديدة، ويسهل من عملية نقل المنتجات إلى الموانيء للتصدير إلى الخارج.
تفقد الرئيس السيسى فى ديسمبر 2018 خلال جولته لمنطقة العين السخنة وجبل الجلالة أول 3 مصانع تقام في مصر لمستلزمات إنتاج الرخام بأنواعه والمنتجات الخرسانية التي تقام من مخلفات الرخام، حيث تم الانتهاء بالكامل من المصنع الأول الذي بدأ بالفعل التشغيل والإنتاج، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المصنعين الآخرين في 30 يونيو 2020.
منطقة شق الثعبان لصناعة الرخام والجرانيت
تقع منطقة شق الثعبان بطرة المعادى شرق طريق الاتوستراد بمدينة القاهرة وبعمق 5كم حتي حدود محمية وادي دجلة شرقاً و تتكون من 3 مناطق كوتسيكا وبدر الليثي وشق الثعبان علي مساحة 1608 أفدنة بمساحة تقديرية 6.5 ملايين متر مربع بطول واجهة علي الاتوستراد 1.8كم وتشتمل على 1858 مصنعا وورشة لتصنيع وتصدير الرخام، ويعمل بمنطقة شق التعبان ما يقرب من 45 ألف عامل من العمالة المباشرة ويقترب من مثل هذا العدد عمالة غير مباشرة .
مدينة شق الثعبان للرخام
تعتبر منطقة شق الثعبان إحدى قلاع تصنيع وتصدير الرخام فى العالم.. وعلى مدار عقود عانت منطقة شق الثعبان من الإهمال والتهميش وغياب التطوير، ورغم ذلك استطاعت أن تصدر الرخام المصرى لـ 118 دولة.
هذا وقد أعلن الرئيس السيسى تطوير هذه المنطقة التى تعد أكبر منطقة صناعية فى الشرق الأوسط لإنتاج الرخام وتصنيعه وتصديره للخارج، وطالب بضرورة تقنين أوضاع المصانع والعاملين بها وتوفير التأهيل والتدريب والتأمين لهم، ونقل المنطقة من اقتصاد عشوائى إلى اقتصاد منظم، وتحويلها إلى مدينة صناعية عالمية متخصصة فى مجال الرخام والجرانيت من خلال رؤية متكاملة لتطوير وتنمية المنطقة وتوفير كافة الخدمات والدعم لأصحاب الورش والمصانع والمعارض.
ويعد مشروع تطوير منطقة شق الثعبان خطوة لتصحيح المسار والاستفادة من مقدرات الدولة التى كانت تهدر بتصديرها كمادة خام، وتصنيع هذه المواد وتصديرها للخارج سيكون له أثر فى إنعاش خزينة الدولة بموارد مادية جديدة تسهم فى تطوير الحياة المجتمعية للمواطنين فى كافة النواحى .
قيمة الاستثمارات والتطوير
تبلغ القيمة التقديرية للاستثمارات والتكاليف المتوقعة المتعلقة بخطة تطوير منطقة شق الثعبان نحو 3.6 مليارات جنيه، يتم تنفيذها على ثلاث مراحل تشمل تطوير وتحديث وتوفير الخدمات التجارية واللوجيستية للمنطقة، وتتضمن استكمال توصيل وتدعيم شبكات المرافق، وإعادة رفع كفاءة الطرق الداخلية والخارجية لها، هذا إلى جانب تطوير ورفع كفاءة المباني الخدمية بها .
منطقة شق الثعبان للرخام والتكنولوجيا الحديثة
تعد منطقة شق الثعبان إحدى قلاع تصنيع الرخام فى العالم والشرق الأوسط حيث ُيجلب الرخام والجرانيت من الجبال والمحاجر بواسطة عربات النقل الكبيرة على هيئة حجارة ضخمة وصخور من أسوان والمنيا والعين السخنة والجلالة، وتدخل للمصنع ليتم تصنيعها وتشكيلها.
وتأسست مصانع الرخام والجرانيت فى المنطقة فى أوائل الثمانينات إلا انها نشأت عشوائية بلا مرافق أو خدمات أو طرق ممهدة وبلا تراخيص صناعية، وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية بدأت محافظة القاهرة فى تفعيل الإجراءات لحل مشكلات منطقة شق الثعبان ، ودعم صناعة الرخام و الجرانيت ، واستقرار أحوال العمالة ، وتوفير عائد جيد للدولة كما يلى :
- قامت محافظة القاهرة بتوقيع 2بروتوكول تعاون لإنشاء شركتين مساهمتين بهدف تطوير وتعظيم القيمة المضافة للمشروعات القائمة على إنتاج وتصنيع الرخام، بمنطقة شق الثعبان، وتحويلها إلى مدينة نموذجية لإنتاج وتصنيع الرخام والجرانيت .
البروتوكول الأول مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، يتضمن إنشاء شركة مساهمة مصرية طبقا لأحكام القانون لإنشاء مصنع لتدوير وتصنيع مخلفات الرخام، وفقا لأحدث التقنيات بالمنطقة الصناعية بشق الثعبان، على مساحة من الأرض المناسبة يقدمها جهاز الخدمة الوطنية، بنظام حق الانتفاع، على أن تقوم المحافظة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإصدار الموافقات والتراخيص اللازمة .
البروتوكول الثانى مع الهيئة العامة للتنمية الصناعية ويتضمن إنشاء شركة مساهمة مصرية لإدارة وتطوير المنطقة الصناعية بشق الثعبان، بما في ذلك المناطق اللوجستية والميناء الجاف، ومنطقة المعارض والخدمات، بما يساهم في زيادة الإنتاج والاستثمارات وزيادة الدخل القومي وتعظيم موارد الدولة وخلق فرص عمل جديدة، والمساهمة في إزالة كافة المعوقات والإشكاليات التي تواجه المستثمرين بالمنطقة بما يعود بالنفع العام على جميع الشركاء .
هذا بالإضافة إلى الاجراءات التالية :
- إعداد دراسة تسويقية للمشروع لتكون نواة لجذب المستثمرين فى هذه المنطقة مع تحديد نوعية المشروعات المراد تنفيذها وتحقيق العائد المنشود منها .
- قيام لجان التقنين المختصة والمشكلة بمحافظة القاهرة باتخاذ إجراءاتها القانونية، لتلقي طلبات تقنين حالات واضعي اليد للورش والمصانع الموجودة بمنطقة شق الثعبان (بدر الليثي ـ ـ كوتسيكا ـ محمية وادي دجلة) والتى تعد من أهم المشكلات التى تواجه أصحاب الورش طبقا للقواعد المنظمة لعملية التقنين التي وضعتها اللجنة.
- استكمال أعمال توصيل المرافق وإحلال وتجديد شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والقائمة بالفعل مع الإنتهاء من توصيل شبكات الإتصالات والإنترنت للمبانى الإدارية ومبانى الخدمات من المطافي وقسم الشرطة والإسعاف لسرعة البدء في تقديم خدماتها وإنشاء شبكة طرق داخلية وخارجية تربط المنطقة بالطريق الدائري الإقليمي وطريق الأوتوستراد ، وتأسيس مدرسة ومعهد فني متخصص لتخريج عمالة فنية مدربة، ومع هذا التطوير تلفظ منطقة شق الثعبان عشوائيتها التى بدأت منذ نحو 30 عاماَ، وتسعى أجهزة الدولة المعنية لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية بحل مشاكل المستثمرين بالمنطقة وتوفير مناخ مشجع لهم وإعداد مخطط عام استثماري يليق بأهمية ومكانة المنطقة الصناعية.
حجم الصادرات من الرخام والجرانيت لدول العالم
ارتفعت صادرت مصر من “الرخام والجرانيت” خلال شهر نوفمبر 2018 بنحو 33% لتبلغ ماقيمته 24 مليون دولار من خلال تصدير 393.572 ألف طن مقابل 18 مليون دولار من خلال تصدير 176.662 ألف طن خلال نفس الشهر من2017 .
وأظهر التقرير الشهري الصادر عن المجلس التصديري لمواد البناء أنه تم خلال نوفمبر 2018التصدير لنحو 72 دولة منهم 19 دولة تم التصدير لهم لأول مرة تضمنت( توجو-جواتيمالا-الجبل الأسود-الدومنكان-مونتثيرات-ايسلندا-بهاما-اتحاد ماليزا”ملايو سابقا”- الدانمارك-ليبيريا-بروناي-دار السلام-كوستاريكا-أوغندا-سلوفينا-اتحاد نيجيريا-موزامبيق-أورجواي-ارمينيا-كرواتيا) .
وأضاف التقرير أن “الصين الشعبية” احتلت المرتبة الأولى من حيث الدول المستوردة للرخام والجرانيت المصري حيث تم تصدير 259.327 ألف طن بقيمة بلغت6.686 مليون دولار، تلاها”ليبيا” بنحو 16.016 ألف طن بقيمة 2.043 مليون دولار، ثم “المملكة العربية السعودية” بنحو 16.016 ألف طن بقيمة بلغت 2.043 مليون دولار،فيما احتلت “الكويت” المرتبة الرابعة من حيث الدول المستوردة للرخام المصري بنحو 8.802 ألف طن بقيمة 1.352 مليون دولار .
وأوضح التقرير أن صادرات مصر من الرخام والجرانيت الى “لبنان” خلال نوفمبر 2018 بلغت نحو 14.208 ألف طن بقيمة 1.094 مليون دولار، فيما بلغت إلى “الأرجنتين” نحو 11.996 ألف طن بقيمة بلغت 999 ألف دولار .
وبلغت صادرات مصر إلى “المغرب” نحو 7.620 ألف طن بقيمة بلغت 997 ألف دولار، وإلى “كوريا الجنوبية” نحو 9.303 ألف طن بقيمة774 ألف دولار، فيما بلغت صادرات مصر من الرخام والجرانيت الى “بريطانيا وشمال ايرلندا” نحو 1.420 ألف طن بقيمة بلغت 730 ألف دولار ، وإلى “الأردن” نحو 7.199 ألف طن بقيمة بلغت 680 ألف دولار .
وهكذا فاختيار الجلالة لانشاء مدينة للرخام والجرانيت، اختيارا موفقا،حيث تعد كنزًا مليئا بأندر وأفضل أنواع أحجار الجرانيت على مستوى العالم. ومصر يمكنها أن تتخصص فى منتجات الرخام والجرانيت وتصل إلى العالمية، والتى كانت تصدر للخارج كمواد خام، مما يعتبر إهدارًا لهذه الثروة، وبإنشاء مدينتى الرخام والجرانيت بهضبة الجلالة ، وشق الثعبان بالقاهرة سوف يتم تعظيم القيمة المضافة، وتعظيم التواجد المصرى دوليًا فى هذه الصناعة ومنتجاتها.