مدن الجيل الرابع هو الحل الوحيد الذى تتعلق به آمال الحكومة الحالية لمواجهة الزيادة السكانية المرتقبة، والهروب من الكارثة التى تهدد محافظات القاهرة الكبرى، وبعض محافظات الدلتا، وهو التكدس المخيف الذى يمثل الشبح الحقيقى لهذه المحافظات.
الهروب من الوادى وتعمير الصحراء، أصبح هو الحصان الرابح للدولة، وخاصة بعد أن نجحت تجربة مدن الجيل الأول فى استقطاب المواطنين وجذب أنظارهم، وأصبح سعر المتر فى هذه المدن يمثل أضعاف سعر المتر فى وسط المحافظات.
ويعد عام 2018، عام مدن الجيل الرابع، والتى تنفذه وزارة الإسكان تنفيذها وهى تضم (13 مدينة جديدة – مدن الجيل الرابع) لمضاعفة المسطح المعمور فى مصر وأبرزها: مدينة العلمين الجديدة، مدينة المنصورة الجديدة، شرق بورسعيد، مدينة الجلالة، الإسماعيلية الجديدة، امتداد مدينة الشيخ زايد، مدينة ناصر غرب أسيوط، غرب قنا، توشكى الجديدة، حدائق أكتوبر، مدينة شرق ملوى، والفشن الجديدة (شرق بنى سويف).
وطبقا لما أكده الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، ووزير الإسكان، أن الهدف من بناء مدن الجيل الرابع ليست الرفاهية وإنما المساعدة فى توزيع الزيادة السكانية الكبيرة، ومضاعفة المعمور المصرى بدلا من التكدس الكبير على الوادى والدلتا، إلى جانب وضع مصر على خريطة الاستثمارات العالمية، لافتا إلى أنه تم اختيار هذه المواقع الاستراتيجية لتحقيق أكثر من معيار، منها الموقع المميز الذى يجعلها تنافس عالميا وإقليميا وأنها تكون على المحاور التنموية المحددة لمضاعفة الرقعة السكانية، بالإضافة إلى أنها تكون مرتبطة بالمشروعات الكبرى التى تعمل الدولة على تنفيذها.
وأوضح مدبولى أن هذه المدن ستصبح مركزا لريادة المال الأعمال على المستويين العالمى والإقليمى، وهو أمر معمول به فى كل مدن العالم، حيث أن لكل مدينة وظيفة سواء على المستوى العالمى، ومنها "العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين"، أو على المستوى الإقليمى.
وتستهدف الدولة تطبيق معايير استدامة الطاقة وتدوير المخلفات لتصبح مدنا خضراء، يتعدى نصيب الفرد فيها من المسطحات الخضراء والمفتوحة 15 مترا مربعا، ومن المقرر أن تكون مدن ذكية يقدم بها جميع الخدمات إلكترونيا وتغطيها شبكة المعلومات العالمية؛ بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 وإستراتيجية التنمية المستدامة 2052 وستصبح هذه المدن مركزا لريادة المال والأعمال على المستوى القومى والإقليمى، وتؤدى جميع الخدمات الحكومية لقاطينها ومحيطها العمران بشكل بسيط وحضارى.
ويكمن الهدف الرئيسى من تأسيس هذه المدن فى عدة نقاط أبرزها، خلق مراكز حضارية جديدة تحقق الاستقرار الاجتماعى والرخاء الاقتصادى، وإعادة توزيع السكان بعيداً عن الشريط الضيق لوادى النيل، وإقامة مناطق جذب مستحدثة خارج نطاق المدن والقرى القائمة، بالإضافة إلى مد محاور العمران إلى الصحراء والمناطق النائية.
وبما يتعلق بمساحة هذه المدن وعدد السكان المستهدف، كشف المهندس وليد عباس، معاون وزير الإسكان، أن هذه المدن مخطط لها أن تستوعب أكثر من 30 مليون نسمة، مما يعمل على مواجهة الزيادة السكانية المرتقبة، وإنقاذ القاهرة والمحافظات من كارثة حقيقية تهددها وتتمثل فى التكدس المرورى.
وأضاف المهندس وليد عباس، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن العاصمة الإدارية تأتى فى مقدمة مدن الجيل الرابع، وتصل مساحتها 170 ألف فدان - المرحلة الأولى منها بمساحة 40 ألف فدان، وعدد السكان المتوقع 6.5 مليون نسمة.
وأوضح أن مدينة العلمين الجديدة، تأتى ضمن قائمة مدن الجيل الرابع، وتصل مساحتها لـ48 ألف فدان، ومن المقرر أن تستوعب نحو 3 مليون نسمة، بالإضافة إلى مدينة شرق بورسعيد "سلام" بمساحة 16 ألف فدان، ويصل عدد السكان المتوقع مليون نسمة.
وتتضمن قائمة مدن الجيل الرابع، مدينة المنصورة الجديدة (بمساحة 5100 فدان - عدد السكان المتوقع 680 ألف نسمة – الوحدات السكنية 185 ألف وحدة – يجرى تنفيذ وحدات سكنية بمشروعى سكن مصر (المرحلة الأولى)، ودار مصر (المرحلة الثالثة)، والمرافق والبنية الأساسية)، ومدينة توشكى الجديدة (بمساحة 3 آلاف فدان وتستهدف نحو 500 ألف نسمة.
وتابع قائلا: "أما بالنسبة لمدينة ناصر بغرب أسيوط، فتصل مساحتها 6 آلاف فدان – عدد السكان 680 ألف نسمة – عدد الوحدات السكنية 185 ألف وحدة، ومدينة غرب قنا (بمساحة 9 آلاف فدان - المرحلة الأولى بها 6680 وحدة إسكان اجتماعى – 315 عمارة، و7160 وحدة إسكان متوسط – 350 عمارة - خدمات تجارية 91 فداناً – خدمات حكومية وإدارية 90 فداناً).
وأشار إلى أن مدينة الإسماعيلية الجديدة تأتى ضمن القائمة، وتصل مساحتها 2157 فدانا، وكذلك مدينة العبور الجديدة (بمساحة 58 ألف فدان – وتضم وحدات سكنية مختلفة)، ومدينة حدائق أكتوبر (بمساحة 70 ألف فدان، وبها: مركز المال والأعمال – مناطق سكنية – فنادق – ناد رياضى – مناطق مفتوحة – إسكان متميز – مدينة السينما – المدينة الطبية – مدينة التجارة – 41.5 ألف وحدة بالإسكان الاجتماعى – 4 آلاف وحدة بمشروع سكن مصر – عدد من المبانى الخدمية، ومن المقرر أن تستوعب نحو 3 مليون نسمة.
وأوضح أن مدينة اكتوبر الجديدة تصل مساحتها نحو 78 ألف فدان، ومن المقرر أن تستوعب نحو 5 مليون نسمة، فيما تصل مساحة مدينة النوبارية الجديدة لـ1600 فدان، وكذلك تصل مساحة مدينة الفشن الجديدة لنحو 1800 فدان، ومن المستهدف أن تستوعب نحو 500 ألف نسمة.
وتابع معاون وزير الإسكان، قائلا: "تتضمن مدن الجيل الرابع عدة مدن أخرى منها، مدينة ملوى الجديدة والتى ستقام على مساحة 18420 فدان، ومن المقرر أن تستوعب نحو 530 ألف نسمة، وكذلك مينة الأقصر الجديدة بمساحة 9675 فدانا، وغرب قنا مساحتها 8971 فدان وتستوعب مليون نسمة، ومدينة بئر العبد، بمساحة 2700 فدان، وامتداد زايد بمساحة 9600 فدان، وميدان سفنكس والوراق وجارى الدراسة الخاصة بهم.
وفى الوقت نفسه كشفت مصادر مطلعة، أن إجمالى الميزانيات المخصصة لتنفيذ المرافق والطرق والبنية التحتية لمدن الجيل الرابع تتخطى الـ57 مليار جنيه، وتأتى العاصمة الإدارية الجديدة فى المقدمة.
وأكد عدد من الخبراء والمطورين العقارين، أن مدن الجيل الرابع، ستستوعب الزيادة السكانية المرتقبة وتنقذ القاهرة من كارثة كبرى.