أكد الدكتور أحمد القصاص الاستاذ المساعد بكلية الهندسة جامعة طنطا والحاصل على الدكتوراه فى المعايير المتعددة لاتخاذ القرار والتقييم البيئى فى إدارة المخلفات المنزلية وهى الرسالة الوحيدة فى مصر والوطن العربى فى استخدام الهندسة الصناعية فى الإدارة البيئية كحل جذرى لمشاكل البيئة مثل القمامة وقش الأرز والذى يسعى من خلال ابتكاره القضاء على السحابة السوداء التى تجتاح المحافظات والتى تشهدها الجمهورية كل عام فى بداية موسم حصاد الأرز والتى تستمر لفترة طويلة حيث يقوم الفلاحين باستخدام وسيلة الحرق المكشوف للقضاء على القش لتجهيز الأرض للزراعة وتضيع على الدولة مليارات الجنيهات.
وإذا تم الاستفادة من القش والذى يستخدم فى صناعة أجود أنواع الخشب"HDF/ MDF " والخشب الذى يستخدم فى تصنيع الأثاث المكتبى والذى لو تم استخدامه بالطريقة الصحيحة سيكون مصدر دخل للدولة بأكثر من 6 مليار جنية سنويا.
الفلاح يقوم بحرق قش الأرز بعد حصاده وينتج عن ذلك كميات كبيرة من القش غير قابلة للتجميع إلى جانب أن هذا الحرق يؤدى إلى سحابة سوداء ناتجة من قيام الفلاحين بحرق القش لسرعة التخلص منه للقضاء عليه واستخدام الحرق لتبوير الأرض لعدم وجود امكانيات لتدويره والعمل على صناعته
قش الأرز يعتمد على بناء هندسى وكيميائى من صنع اللخ يأخذ الشكل الاسطوانى المجوف عبارة عن خلايا نحلية متلاصقة مكسوة بطبقات من الشمع والسيلكا والتى لا تجعله يتمص المياه من سطحه الخارجى ولا يقبل التحلل أو الاندماج مع مواد أخرى
أشار الدكتور أحمد القصاص أنه يسعى لخفض مستويات استخدام الأدوية المعالجة لأثار التلوث البيئى ورفع مستوى الصحة العامة وخفض معدلات التلوث الناتج عن حرق المخلفات الزراعية وزيادة العائد المادى وتشغيل عمالة وتأهيل أعداد كبيرة من العمالة لاكتساب مهارات تدوير المخلفات
أشار "القصاص" أن جميع المحاولات باءت بالفشل لاستخدام القش باستخدامه كعلف حيوانى أو سماد عضوى وأنه قام بإجراء العديد من التجارب على قش الأرز وابتكر وسيلة ميكانيكية لمعالجته دون حدوث أى تلوث من أجل استخلاص أليافه حتى تكون قادرة على التشكيل والارتباط بمواد رخيصة التكاليف وقابلة للتشكيل والتصنيع إلى ألواح خشب متوسط وخفيف وعالى الكثافة( Density fiberboard MDF) والتى يتم استيرادها من الخارج بما يعادل أكثر من2 ملياردولار سنويا وهى الأخشاب الوحيدة التى تعتبر الأولى على مستوى العالم
تكلفة تصنيع قش الأرز تكلفة بسيطة جدا وكانت براءة اختراعى هى القدرة على معالجة القش لانتاج ألواح منه بنسبة 100%بتكاليف ضعيفة تحقق أرباحا عالية للغاية
أنا قمت بتصميم أصغر خط انتاج اخشاب من قش الأرز فى العالم بتكلفة لم تتجاوز مليون جنيه منذ أكثر من 8سنوات ويعتبر خط انتاج عالمى حيث أن خط الانتاج المصنع بالخارج يتجاوز أكثر من 100مليون جنيه ويحتاج مساحة أكثر من 15ألف متر إلى جانب مساحات للتخزين للمنتج والخامات
انا حفيت على المسئولين بجميع الوزرات وطرقت أبواب المحافظين بالغربية لشرح المشروع وعرضت عليهم أنواع عديدة من الخشب المنتج من قش الأرز وكانوا مبهورين بالانتاج ولكنهم لم يحركوا ساكنا حيال المسئولين ووزراء البيئة السابقين والحالى والذى قام بزيارتى فى المعرض العام الماضى وللاسف هم من يحتاجون أن يقوم المخترع أو المصنع للبحث عنهم دون أن يقوموا هم بذلك ونظرا لعدم وجود دعم مادى لم أحصل على موافقة وزارة الزراعة والوحدة المحلية والكهرباء والمرافق لذلك قمت بإنشاء خط انتاج ومصنعين جديدين أحدهما بمدينة السادات والثانى بوادى النطرون ويقوم خبراء صينيون بتركيب خطوط انتاج المصنع الجديد بوادى النطرون
الهدف من المصنع هو توفير ألواح خشب من القش للتخلص من عبئ حرقة إلى جانب ابتكار ألواح خشب بأسعار زهيدة ومقاومة للضغوط ولوح الخشب بالأسعار الحالية لن يتجاوز أكثر من 100جنيه من القش والمواد الرابطة والتشغيل ويباع بضعف الثمن بما يعادل ربح بنسبة 90%إذا كان الخشب خام وإذا تم تحويله لخشب "HDF" تزداد الربحية 100%أخرى لتصل لـ190% وبتعميم المشروع سيتم التخلص نهائيا من التلوث البيئى الناتج عن حرق قش الأرز
هذا المشروع سيوفر للدولة أكثر من 6 مليار جنيه سنويا وتوفير 500ألف فرصه عمل دائمة للقضاء على مشكلة البطالة وتوفير ميزانية وزارة الصحة فى انتاج معالجة الأضرار الناتجة عن معالجة الأمراض الصدرية الناتجة عن حرق القش وتوفير ميزانية وزارة البيئة الخاصة بالتخلص من قش الأرز وسيؤدى إلى عدم حرق قش الأرز وعدم تكلفة الدولة مبالغ مالية باهظة فى علاج الأمراض الصدرية أو التلوث البيئى الناتج عن حرق القش وفى نفس الوقت فتح آفاق جديدة للمستثمرين وتصدير الأخشاب ذات الجودة العالية والتى تعتبر الأولى فى العالم بما لا يقل 5مليار دولار سنويا أى ما يعادل بالسعر الرسمى 55مليار جنيه ويعتبر دخل ثابت واساسى يزداد سنويا
واجهت صعوبات لدرجة أننى فكرت فى الهجرة خارج مصر بسبب مشاكل "الروتين" وعرضت أن يدخل بعض المستثمرين كشركاء فى المشروع على أن يقوموا بالتمويل المالى وكان سيحصل على أكثر من 250%أرباح وطرقت جميع الأبواب فى البداية إلا أننى لم أجد من يشجع الفكرة
الحمد لله استطعت إنشاء مصنع من ابتكارى على أحدث النظم العالمية وبالفعل تم تشغيله وانتاج أجود انواع الأخشاب التى تستخدم فى الأثاث المكتبى والخشب HDF وجارٍ الأن تركيب خط انتاج جديد فى مصنع جديد بوادى النطرون سيكون نقلة فى صناعة الأخشاب والتخلص من قش الأرز والسحابة السوداء
بالفعل قش الأرز هو اقوى مبنى فى العالم حيث ان ارتفاع العود يساوى 250 ضعف طول ضلع قاعدته الذى يقارب 4 مليميتر. وبناءه الكيميائى معقد حيث يحتوى داخل مقطعه الذى يتكون من خلايا نحلية على مادة السليكا كأعمدة تسليح ربانية وترتبط جزيئاته بمادة اللجنين ومكسو من الخارج بالشموع التى تقيه الشمس والندى لذلك وقد بذل كثير من العلماء محاولات عديده لمحاولة تحويله لاى صوره من الصور التطبيقية ليستفيد بها المجتمع وقد اتجه العالم لتكسيره وتحويله لاليافه السليلوزية من خلال المعالجة الكيميائية له , الامر الذى يتكلف مساحات شاسعة واستهلاك مواد كيميائية وكذلك مشكلة الصرف الصناعى للمواد الناتجة بعد التعامل وهو مايسمى السائل الاسود.
تسأل البعض فى السابق لماذا لايمكن انتاج اخشاب من قش الارز, فكانت الاجابة ان انه مادة قابلة للاحتراق السريع كذلك الشموع الموجودة على السطح تمنع امتصاص القش لاى غراء مائى ومادة السليكا تسبب التاكل للمعدات. اى ان الطريق كله مشاكل معقدة وليس هناك داعى للعمل به, وهذه كانت اجابة معظم العاملين بالمجال.
وبحكم التخصص العلمى فقد نشات لدينا فكرة انه كيف يمكن ميكانيكيا فقط التعامل مع سيقان قش الارز للحصول على اليافه او بالمنطق العامى لبودر. بالبحث لم نجد الا وسيله ميكانيكية واحده للحصول على الالياف ولكن لاتصلح لقش الارز لان محتوى السليكا يحدث تاكل رهيب لاجزائها الداخلية مما يجعل العملية ذاتها مكلفه جدا وشبه مستحيلة، وعكفنا منذ عام 2005 لمحاولة التوصل لتصميم ميكانيكى خاص يمكن ان يؤدى الدور المطلوب منه دون حدوث ادنى مشكلة وبأقل تكلفة ممكنه
بالفعل توصلت لتصميم جيد يستطيع ان يفتت قش الارز لاليافه دون اى اضطراب فى الالة او يؤثر على خصائص القش الميكانيكية وكذلك يحول قش الارز إلى مادة شرهة الامتصاص للغراء المائى وكانت عطية الله لنا ان التصميم ايضا يقلل منه محتوى الرطوبة ويجعل الاياف الناتجة مادة غير قابلة للاحتراق وكذلك نذع حوالى 55% من محتوى السليكا.
انتجنا اول موديل من هذه الماكينة فى عام 2008 إلى ان وصلنا الان للموديل رقم 11 وهو الان الموديل الانتاجى ويوفر لنا طاقة انتاجية للالياف تعادل 60 طن/ يوم.
واعتماداً على ماوصلنا اليه اصبح لدينا المادة الخام لصناعة الاخشاب متوسطة الكثافة Medium Density fiberboard (MDF) وكذلك عالية الكثافة وهى الواح الاخشاب ذات المقاس 122 سم× 244 سم وبسماكات مختلفة. وهذه الاخشاب تمتلك مواصفات هى الاعلى بالقياس بالمواصفات الاوربية نتيجة لطبيعة الخام المستخدم وكذلك توصلنا لاستحداث انواع جديدة من الغراء التى تعطى خصائص جديدة ومتفردة للمنتج قياسا بمثيلاتها.
انشانا اول مصنع فى مدينة السادات وهو فى بداية انتاجه حاليا, وكذلك تم انتاج خط انتاج جديد فى الصين ووصل إلى مصر منذ شهرين وسنبدا فى التجميع له بداية من الاسبوع القادم وقد تم ذلك فى مدينة وادى النطرون فى المنطقة الصناعية, وذلك بطاقة انتاجية 30 ألف متر مكعب سنويا ونامل ان ننتهى من التجميع فى خلال شهرين ليبدا الانتاج.
تنتج مصر حوالى 4,5 مليون طن قش ارز والذى يصل بالمخالفة إلى 6 مليون طن وهذا العام سيتخطى ذلك وكل طن قش ينتج متر مكعب خشب MDF اى اننا يمكن ان نستغل هذه الكمية فى انتاج حوالى 6 مليون متر مكعب خشب وسعر المتر اليوم فى المتوسط حوالى 3000 جنيه مصرى تقريبا اى ان الناتج حوالى 18 مليار جنيه سنويا , واذا تم استغلال خام جريد النخيل فى مصر وكذلك فى الدول العربية يمكن ان تتضاف الطاقة الانتاجية ونحن نامل ان يتاح لنا العمر من الله لاجراء التوسعات المطلوبة .
وعلينا جميعا أن نعلم ان هذه الاخشاب هى التطبيق الارخص حيث اننا وصلنا لتطبيقا من نوعيات اخرى وكذك تحقق ارباح افض حيث تم انتاج عينات بحثية بنفس الاسلوب للخشب البلاستيكى والقابل للتصدير لدول العالم وكذلك اخشاب الباركيه المقاومة للماء
أوجه نداء لجميع الفلاحين من خلال الـ"اليوم السابع" بأن يقوموا بتجميع قش الأرز وعلى استعداد لإرسال سيارات لنقله وشراءه بدلا من حرقة حتى يستفيد الفلاح من مبالغ مالية كبيرة مقابل عدم حرقة وفى نفس الوقت تحويله لمنتج تستفيد منه الدولة ونتخلص من السحابة السوداء التى تؤرق المسئولين والتى لم يضعوا لها حل منذ عشرات السنين
الأن لم اعد فى حاجة لدعم من الدولة ولدى أسواق عديدة وعملاء فى دول العالم يتعاقدوا على انتاج الأخشاب بعد أن ثبت أنها الأجود وتحمل مواصفات قياسية عالمية