الإعلام الإجتماعي إذا ماوظف بطريقة ذكية فانه اليوم يعد أحد أهم طرق التسويق وجذب العملاء المحتملين وتحويلهم الى عملاء ومن ثم الى دعاة مخلصين لشركتك ومنتجاتك او خدماتك. لكن هنا علينا الرجوع خطوة الى الوراء. فالمحتوى هو بالحقيقة المادة التي تتصل من خلالها مع جمهورك المستهدف عبر الإعلام الإجتماعي. بدون محتوى لن يكون هناك تواصل ولا حتى إعلام إجتماعي من الأساس.
الجميع بات يعرف أهمية خلق محتوى خلاق ومميز ومحفزاً على التفاعل والمشاركة. هناك انواع مختلفة من المحتوى تثير ردود أفعال مختلفة لدى الجمهور. معرفة أي اساليب المحتوى تساعدك على إيصال رسالتك بالطريقة الأفضل وتسهل عليك عملية خلق مادة تفاعلية مناسبة ومن ثم التوصل الى مستويات المشاركة المطلوبة.
هنا أستعرض معكم اصناف المحتوى الخمسة المفضلة بالنسبة لي والتي أثبتت جدارتها في رفع مستوى التفاعل وجذب العملاء المحتملين.
أولاً – المحتوى الفكاهي الترفيهي
اذا اردت ان تبني علاقة وطيدة بعملائك فعليك ان تجعلهم يحبوك! أحد أكثر الطرق فعالة في هذا الصدد هو نشر محتوى ترفيهي خفيف الظل يدعو الى المرح وخلق روح الدعابة ويرسم البسمة على وجوههم. المحتوى االفكاهي فعّال في ابقاء اسمك في ذاكرة متابعيك وعامل محفزعلى التفاعل بإستمرار. لكن نصيحتى هنا هي الإبتعاد عن الإسفاف وعليك أن تتذكر بأنك لست فناناً كوميدياً. خلق محتوى فكاهي يعد بالمسألة الصعبة فهو يتطب دراية بثقافة متابعيك وأي النكات التي ممكن ان يستسيغوها أو ممكن أن تكون مصدر إساءة بالنسبة لهم. أي مزحة في غير محلها قد تكلفك خسارة المتابعين لك في لمحة بصر. لذا فإن من الضروري المحافظة على التوازن والإبتعاد عن الإستهزاء عند القيام بإعداد مادة فكاهية للتواصل مع متابعيك.
ثانياً – المحتوى التعليمي
أحد أهم إستخدامات الإعلام الإجتماعي هي تبادل المعلومات.
كخبير في مجالك فانك بالتأكيد تتمتع بالمعرفة التي يمكنك
مشاركتها مع عملائك ومتابعيك. عند نشرك لمعلومات قيمة وجديرة بالإحترام فان ذلك سيعزز من ثقتك لدى عملائك وسيكونون أكثر تقبلاً لمساعيك التسويقية. نشرفيديوهات تعليمية لتعلم وصفة طبخ معينة او استخدام الكتروني بسيط او مقالات تتضمن نصائح مفيدة حول التسويق الالكتروني كلها تساعد في خلق تفاعل قوي بينك وبين الناس وسيتجهون لك عند حاجتهم للمساعدة في المستقبل. لذا حاول انشاء مادة قابلة للإنتشار السريع عبرعدة قنوات اجتماعية مثل الانفوجرافيك والصور والفيديوهات التعليمية ليتسنى لمتابعيك مشاركتها مع اصدقائهم مما يوسع نطاق انتشارك في فضاء الإعلام الإجتماعي.
ثالثاً – المنتدى المفتوح او المحتوى النقاشي
كلنا نعلم ان الإعلام الإجتماعي خُلق من أجل الدردشة. هل لديك متابعين على فيس بوك أو تويتر مهما قل أو زاد عددهم؟ إذا كانت الإجابة بنعم فأنت تتمتع بجمهور متابع وعليك خلق حواراً معهم مباشراً. الإنخراط في حوراً مباشراً مع الجمهور يحفزهم على التعليق والمشاركة. النقاشلايقتصر فقط على ذلك الذي تبداءه انت مع جمهورك. وسائل الاعلام الاجتماعية هي طريق ذو اتجاهين وقد يقوم أي من متابعيك بخلق حوارً معك في أي وقت ومن اي مكان. وهنى تمكن صعوبة هذا النوع من المحتوى. فالحوار يمكن ان ينحرف عن مساره ذلك لانك لاتملك ادواة التحكم فيهه. كل كلمة تعد مكشوفة وحية ومباشرة. من هنا أنصح بالحرص على الإجابة السريعه اذا قام أحد متابعيك بارسال رسالة او تعقيب معين. اشكر متابعيك على وقتهم ورغبتهم بالتواصل معك وتعامل مع شكاواهم بجدية وإحترام.
رابعاً – المحتوى الملهم او المحفز على التفكير
المحتوى الإيجابي الملهم يدفع الى خلق حوار بين الناس وهذه هية غايتكك: تحفيز الجمهور على التواصل والتفاعل معك باستمرار. قصة نجاح في مكان ما او تطور إيجابي في مجالك الصناعي وغيرها من الأمور الملهمة فانها بالتأكيد ستقابل بالتقدير من قبل جمهورك وقد تؤدي الى خلق حوار يبدون من خلاله عن آرائهم وأفكارهم ووجهات النظر المختلفة. السر وراء المحتوى الملهم هو التفكير بعقلية المتابعين. فالقصة الأيجابية الملهمة لسيدة في عمر الخمسين لن تكون محل أهتمام فئة المراهقيين. نصيحتي هنا الإحتراس عند تناول الأخبار العامة للمجتمع الذي تتواجد فيه والامور الحساسة الاخرى مثل الدين والسياسة. قد يكون من بين متابعيك أفراد لايشاطرونك نفس الآراء وقد يتخذون من قنواتك على الإعلام الإجتماعي مساحة للرد عليك بطريقة غير لائقة ممايسبب لك الإحراج.
خامساً – المحتوى الترويجي
كلنا نعلم بان كل الشركات المتواجدة على شبكات التواصل تسعى الى التسويق لمنتجاتها وخدماتها عبر هذا الفضاء. كيف يقومون بذلك؟ عن طريق انشاء محتوى تسويقي. لكن الإلحاح على هذا النوع من المحتوى قد يؤدي بك الى فقدان العديد من متابعيك. فلا أحد يرغب باستلام محتوى تجاري لايراعي المتلقي بل كل همه اقناعة بقوة العرض حتى لوكان المتلقي لا يحتاج المنتج او الخدمة المعروضة. وانت تدير حساباتك على وسائل الإعلام الإجتماعي فإن القاعدة الذهبية التي يمكنك اتباعها هي قاعدة 80% مقابل 20%. 80% من المادة التي تنشرها يجب ان تكون غير تجارية, بل علمية او ملهمة أو نقاشية كمى تم ذكره سابقاً. فقط 20% من الحتوى يجب أن يكون تجارياً منبثق من حملاتك التسويقية للترويج لمنتجاتك وخدماتك.
قد لايكون من الممكن اتباع هذه القاعدة بإستمرار لكن الفكرة هنا هو الحرص على التنويع حتى لاتقع في فخ الرتابة والتكرار. الهدف هو مد متابعيك بمادة متجددة تمزج بين المتعة والفكاهة في حين, تعليمية وملهمة في حين آخر وتجارية تسويقية في احيان أخرى. جرب هذه الأنواع المختلفة من المحتوى وراقب أي منها يفضله جمهورك و يرفع من مستوى التفاعل والمشاركة و يؤدي بك الى إكتساب متابعين جدد