خمس عشرة طريقة تُضاعف بها إنتاجيتك || 67


 

خمس عشرة طريقة تُضاعف بها إنتاجيتك

فلنتفق على أننا نحن جيل من المهووسين بالإنتاجية العالية وإنجاز كُل شيء على أفضل صورة في أقل وقت وبأقل الإمكانيات؛ كل هذا يرجع سببه إلى التسارع الصناعي الغير مُتلاحق؛ فتحوّل نظرنا واهتمامنا من الجودة إلى الإنجاز في أقل فترة زمنية مُمكنة حتى صرنا نظن أن هذا هو الأصل في الأمور، أن نشعر بالضغط الدائم، وأنه لا يمكن أن تتم الأمور بأفضل من هذا!

العقلية الإنتاجية في مُجملها خطِرة؛ لأنه ببساطة لا نهاية لها، فليقض المرء عمره كُله يُحاول أن يكون مُنتجاً على أعلى قدر، سيظل هناك أرض لم تطأه قدمه بعد، سيظل هناك خانات غير مُكتملة، لا أحد يصل للكمال قط! لذلك يظل هذا الهوس خطراً كبيراً.

لكن الإنتاجية نفسها ليست أمراً سيئاً، لا ضير طبعاً في كون المرء مُنتجاً ومُؤثراً، لكن ينبغي أن نكون حذرين بشأن هذا الأمر، فلا تأخذنَّ أحدهم الحميّةَ فيفشل في إنجاح أي شيء فقط لأنه يريد أن يُصبح مثالياً في كُل شيء والآن!

وبسبب هذا الحماس الجارف، يضع البشر عادةً خططاً مروّعة، وينتهجون سبلاً عسيرة لمحاولة إصلاح الأمور، ولكن هناك عددٌ من الخطوات المحورية التي من شأنها أن تُساعدك على وضع قدمك على الدرج الذي يقودك لأعلى.

تذكّر: خطوات ثابتة صغيرة خير من ركض عشوائي.

1) ستون ثانية من الصفاء الذهني

 

في مُنتصف يومك، في خضم المشاغل الكثيرة والأعمال المُؤجلة والجداول المُكتظة والاجتماعات والمهام المُتعجلة، قد يشعر المرء أن رأسه مُزدحم جدًا ولا يستطيع التركيز على ما يريد فعله بالضبط.

في هذه الأوقات، عليك أن تبتعد لمدة دقيقة واحدة وأن تجلس في مكانٍ هادئ وأن تضع سؤالاً واضحاً نُصب عينيك: هل هذا أهم ما يُمكنني فعله الآن؟

هل هذه المُهمة هي أهم شيء يُمكنني استغلال وقتي فيها الآن؟ هل يُمكن تأجيل هذا الميعاد؟ هل بإمكان أحد أن يُتم هذا العمل لأجلي؟ وهكذا..

إذا استطعت أن تسأل نفسك ذات السؤال بصورة مُوسمية -ولا نقول يومية- فسيجعلك هذا أكثر دراية وإدراكاً لما هو أهم بالنسبة إليك، وستتوقف تلقائياً عن الاهتمام وأخذ الأعمال الغير ضرورية والأقل إلحاحاً على محمل السرعة ووجوبية الإتمام.

2) ادرك أهم الأمور بالنسبة إليك

 

يبدو هذا سهلاً! لكن لا يغرّنك ما يبدو عليه، فأكثرنا لا يعرف تماماً ما أهم ما يُمكنه فعله واستثمار نفسه فيه.

إن لم تُكن قد استنتجت حتى الآن أهم الأعمال والأمور -والقيم كذلك- فإن الوقت قد حان لتجلس، وتعصف ذهنك لمحاولة إدراكهم، مثل علاقاتك الشخصية والعائلية، أصدقائك، عملك الريادي، عملك المُجتمعي..وهكذا.

3) راجع أولوياتك

 

فلتختبر نفسك! قُم بمراقبة يومك كيف يسير وأين تستثمر وقتك وتستنزف طاقتك، لا تحاول تغيير أي شيء ولا تجبر نفسك على السير على نظام مُنضبط فجأة، دع الأمر يسير بطبيعته لأننا بصدد تحليل كُل شيء واستخلاص أولوياتك منهم.

الآن، قُم بكتابة كُل ما قمت به طوال اليوم حتى لحظتك تلك..الآن قم بتقييم كل هذه الاعمال: هل تتوافق مع بعضها؟ هل تتلاءم نشاطاتك مع بعضها؟ هل تختلف وتتصادم أعمالك؟ هل يوجد قدر من التلاؤم وتناسق بينهم؟

هل هناك أشياء أقل أهمية ( كعملك أو إجتماعاتك أو دراستك ..) تشغلك عن أمور أكثر أهمية مثل ( قضاء وقت أطول مع عائلتك وأطفالك وشريكك..)؟!

والآن وقد قمت بإستبيان وإستيضاح الفروق بين أولوياتك وبين ما لا يُعد أمرًا مُلحًا في حياتك.

إنك على الأرجح تشعر بعدم الارتياح الآن، لا بأس.. هذا الشعور يعني صراحةً أنك تنضج، وأنك تسير على الطريق السويّ، لم يقل أحد قط أن تحويل مسار حياتك ليشمل فقط الأمور الأكثر اهمية لك سيكون أمرًا يسيرًا، ولكنك تعرف أن هذا القرار الشديد سيكون غالبًا أفضل شيء تفعله في حياتك ستمتن لنفسك عليه لاحقًا.

من الأفضل أن تتم عملية التحويل هذه – أو فلنقل التحوّل – ببطء، لا يمكن لكل حياتك أن تتغير كُليةً في ذات الوقت، خُذ كُل عنصر من عناصر حياتك لتغييره على حدة، دع الأمور تتم بخطىً واثقة خير من أن تتم سريعًا ثم تعود لما كانت عليه سابقًا.

4) بدّل، لا تُضف

 

لن يزيد يومك أبداً عن أربع وعشرين ساعة، فإذا كنت بصدد إضافة عادة أو هواية أو عمل جديد إلى يومك..فإنك بذلك تُزحم يومك وأسبوعك وشهرك وتجعل حياتك أكثر تعقيدًا، وهذا ما نحاول تفاديه وإصلاحه هنا..

لذلك إذا كان لابُد أن تُضيف، فعليك بأن تقوم بالتخلّي عن شيء ما.. لقد قمت بوضع قائمة أولوياتك وتحديدها سابقًا لذلك فإن هذه المُهمة ستكون أسهل الآن وأقل تشويشًا.

5) قُلها!

 

” لا ..”

إنها مهارة عظيمة! لعلك قرأت عن هذا الأمر مراراً، لكن نعم وتوشك أن تقرأ عنها مُجدداً الآن، ولتكن هذه الأخيرة الجادة من فضلك.

إنك لا تستطيع أن تشمل الجميع برعايتك، أن تقوم بكُل شيء يُطلب منك أو تُجيب على كُل شيء تُسأل عنه، وفي نفس الوقت تظل في أعلى تركيزك لإنجاز أمورك الخاصة – التي اتفقنا انها صاحبة الأكثر أهمية وأولوية لديك، أليس كذلك؟

إن كونك عاجزًا عن الرفض، وقول ” عفوًا، لا أستطيع ” صارمة قاطعة سواء كان ذلك في طلب صغير أو حتى بشأن قرار مُستقبلي مصيري، سيجعل وقتك عُرضة للتآكل؛ كما يُمكن لأي شيء آخر أن يلتهمه.

ولا نقول ألا تُساعد الآخرين، بل نقول ” تفهّم حدودك وقدراتك ..و أولوياتك! “، ساعد بقدر إستطاعتك شريطة ألا يستنزفك ذلك ولا يكون جُهدك كُله مولّىً تجاه هذا الأمر.

لا تقف حرِجًا تخشى رفض مُساعدة أحدهم، فقط قُلها وهناك دائمًا بديل عنك وحل آخر وشخص يُمكنه القيام بالأمر غيرك.. إنك لا تستطيع القيام بكل شيء في نفس الوقت.

6) اطلب المُساعدة

 

هل صُودِف وتعرّضت لموقفٍ أن هناك عملًا يجب عليك إنجازه يتطلب منك في بعضه مهارة أنت لا تُتقنها؟ حسناً ..هذا يحدث للجميع هنا، لست وحدك!

هل تعرف أحدًا يعرف شيئًا أو يُتقن مهارةً وعلمًا تحتاج أنت إلى إرشاد وتوجيه فيها؟ قُم بسؤالهم عنها، حاول أن تحصل على افضل استفادة من خبراتهم، استعن بهم في أمرك، سيكون أغلبهم ذوي رغبة في مُساعدتك..ولكن لا تجعل طلب المُساعدة دومًا هو ديدنك، لا تعتد الأمر ببساطة..اعتمد على نفسك في ذات الوقت الذي تطلب فيه المُساعدة.

7) سهّل المُقاومة

Ready_Reg

ما هي أقل درجة من الإنتاجية؟ هي ألا تفعل شيئًا على الإطلاق!

كلنا نعرف أن دفع النفس لعمل شيء ما هو أمر مُرهق، وخصوصًا إذا كان الأمر أقل مرحًا كلعب رياضة يوميًا، تناول أكل صحي والاستيقاظ مُبكراً على سبيل المثال.

لذلك عليك أن تُحضّر كل شيء حولك لتتمكن من فعل هذا، إجعل الطعام الصحي في متناول يديك، اجعل ملابس الرياضة مُجهّزة دائمًا .. إذا كنت تنتوي الإلتزام بالذهاب مُبكرًا للعمل لإتمام عمل ما فاجعل ملابسك مُعلّقة وحذاءك وأدواتك قريبةً منك، إجعل مكتبك مُحفزًّا لك على العمل وبيئتك المُحيطة مُرتّبة.

كل ذلك لكي لا تقضي وقتاً طويل في البحث والتهيؤ وتحضير نفسك قبل أن تشرع فعليًا في الامر، مما يجعلك تشعر بالملل أو تضييع الوقت.

8) فتّت العمل إلى أعمال صغيرة

 

هات المشروع الكبير، قسّمه إلى مشاريع ومهام صغيرة، تناول كُل مهمة منه بذاتها وتناسَ وجود أي مهام أخرى خاصة بهذا المشروع كأنه هو الوحيد الموجود، ركّز كل تفكيرك وجهدك عليه واصنع أفضل ما يمكنك بشأنه.

بالتدريج، ستجد نفسك تُتم مشاريعًا ما كُنت تحب نفسك قادرًا على إتمامها قط.

9) خطّط ليومك

 

نعم، يبدو أنك سمعت هذه الجملة كثيراً .. لكن نعم، أنت بحاجة إلى عمل خطة عامة ليومك التالي قبل النوم.

ولكن هناك خطط خاصة يجب وضعها أسبوعيًا وشهريًا وسنويًا، إن وضع خطة مُحكمة سينقذك من التشتت ويُعيدك إلى الطريق مجددًا، وسيمنعك من عدم التركيز.

لا نقول أن تضع خطة لكل شيء وكل دقيقة في كل يومٍ تعيشه، لكن أن تملك خطة عامة تجعلك قادرًا تنفيذ أولوياتك التي قمت بتحديدها سابقًا.

10) مارس التأمل

 

التأمل يُهديءُ عقلك، ويقلل تشتتك الذهني ويضع ذهنك في أصفى حالة له؛ مما يجعلك على أقصى استعداد للعمل وهذا ما يتعلق به الإنتاجية عمومًا.. إن تقديم جودة أعلى هو أفضل من تقديم كمية أكثر.

11) مارس الرياضة مرتين يومياً!

 

لن نُطيل في هذا الأمر فالرياضة هي أفضل أداة على الإطلاق لتحسين أي شيء، صحتك البدنية والنفسية والعقلية والإنجازية كذلك.. فلتستفتح يومك بعشرين دقيقة تُجدد الدماء في العروق والأطراف، ولتختمه الساعة السابعة مساءً مثلًا بعشر دقائق آخرين.. اسأل من جرّب الأمر عن مفعوله! ولن يُقنعك شيء حتى تُجربه بنفسك وترى أثره عليك.

أضِف لذلك شُرب الماء بصورة مُنتظمة يوميًا لتر أو لترين، واحرق مشاريبك القديمة كلها واستغن بالشاي الأخضر والنعناع والمشاريب الطبيعية عموماً..

وليكن نظامك الغذائي لائقاً، ابتعد عن الوجبات الثقيلة التي تُزعج جهازك الهضمي فتؤثر  عليك وتُثقل جفنيك وتُجبرك على قطع عملك.

وعامةً، لا حاجة لك لتناول العشاء، وبذلك أنت في غنى عن أية أنظمة غذائية قاسية أو حميات، فقط اتبع ما سبق وستقوم الطبيعة بالباقي.

12) استيقظ مُبكراً

 

لا مزح هنا، إننا جيل وطواطي ننام بالنهار ونستيقظ الليل بطوله للعمل والدراسة، حسناً فلنتوقف عن هذا، اضبط يومك أن تستيقظ في الخامسة أو السادسة..صلّ الفجر وليبدأ يومٌ مُبارك جديد، اذكّرك بحديث النبي ” بُورك لأمتي في بكورها ” .. ستجد اليوم مُمتدًا مُباركاً فيه وفي وقته، وستجد فائضاً كبير لممارسة ما تهوى.

لعلك لن تجد من يُحادثك أو يراسلك الساعة الخامسة صباحاً، أو أطفالًا يركضون ويدمرون كل شيء حولك – أو هكذا نأمل!

13) اعمل على شيءٍ واحد فقط!

 

إن القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت فيما يُعرف بالـ Multi-tasking هو جريمة العصر، لا يُمكنك إنجاز أي شيء على أفضل صورة طالما ذُهنك وجُهدك يتحرك في ثلاث أو اربع اتجاهات مُتفرقة!

إن كُنت بصدد عمل أي شيء، فرجاءً قُم به وحده فقط، لا داعي للقيام بكل شيء في ذات الوقت؛ فهكذا لن تُتمه هو ولا هم!

قُم بتحديد أولوياتك في الوقت الحالي، بأن تقوم بعمل قائمة بكل ما ينبغي عليك فعله..والآن فلنفرض أنك تمتلك ثلاث ساعات فقط للقيام بهم فأيهم أكثر أهمية؟ ..ثم إذا كان لك ساعة ونص فقط؟ ثم ساعة؟ وهكذا حتى تصل إلى أهم عمل وأكثرهم تعجلًا، قُم به ثم اصنع ذات الامر عدة مرات حتى تنتهي مُنهم جميعًا.. ستجد أن الوقت الذي قُمت بعملهم كل منهم فردًا كان أقل والناتج أكثر جودةً من عملهم كُلهم معاً.

14) ركّز في خمس وعشرين دقيقة

 

لعلك سمعت بالأمر، إن أفضل تركيز يُقدمه العقل يكون في خمس وعشرين دقيقة؛ لذلك قُم  بالعمل بكل تركيز لمدة 25 فقط – ابتعد فيها عن كُل المشوّشات والمُعطّلات كالهاتف ووسائل التواصل، أغلق بابك وهيّأ ورشة عملك جيدًا واضبط مُؤقتك ثم انطلق!

إنها خمس وعشرين دقيقة فقط، قدّم فيها كُل ما تستطيع من تركيز وجُهد وتفاني في العمل أو الدراسة..ثم إذا انتهيت منهم فكافيء نفسك لخمس دقائق فقط – وأقول فقط! – ثم باشر من جديد..

بإمكانك إستخدام هذا التطبيق: http://pomodorotechnique.com/

وتحميله على جهازك الجوال أو حاسوبك.

15) قصاصات مُتفرقة

Hints-and-Tips

لا تُكن مُتاحاً لكل شخص وكل حدث، إحظ بوقتك الذي تعمل فيه بصمت لا يصل إليك أحد.

ابتعد عن المصادر السلبية عموماً، كالأحاديث المُثبطة والأخبار والنشرات السوداء والنقاشات الجدالية الجوفاء.

بِع تلفازك، لم يعد بالتلفاز ما سيُنقذ حياتك – ولم يكن فيه شيء كذلك قط!، مضيعة فارغة للوقت إذا كنت لا تتحكم في جذبه لك.

ضع لنفسك حدودًا زمنية – deadlines لكل عمل، لا تترك الأمر بلا تحكم، وتحدّ نفسك في إنجازه قبل ميعاده أو فيه بالضبط (لا بأس ببعض الإخفاق في أول الامر، لا تجعل الامر يُحبطك!)

قُم بالأشياء البسيطة أولاً فالأشياء المُعقدة، إن الاشياء الصغيرة تصنع نجاحات وانتصارات كبيرة.

والآن، كُل ما عليك فعله أن تسعى في إنجاح حياتك، فهي منظومتك الخاصة الكبيرة.. لا تتوقع أن أحدهم سيستيقظ صباحاً لمحاولة إنقاذك.. قم بالأمر بنفسك!

المصدر

القائمة