للتعريف بدايةً بجاك ما فهو يعد اليوم واحداً من أكثر رجال الأعمال نجاحاً في العالم بأسره كمالك لأحدى شركات التجارة الالكترونية العالمية “ALIBABA” التي تجذب أكثر من مئة مليون متسوق حول العالم يومياً بما يقدر مالياً بـ 20.4 مليار دولار.
أما بالنسبة لثروته فهي لم تأتي بالوراثة عن أحد أقربائه الأغنياء أو بربح أحد أوراق الحظ مصادفةً، فوراء كل ذلك النجاح الكثير من العقبات والرفض لنراه على ماهو عليه اليوم.
في إحدى تصريحاته ضمن مقابلة مع تشارلي روز فقد كشف جاك عن فشله في دخول الجامعةلثلاث مرات متتالية مما اضطره بعد الخروج عن الأحلام الدراسية إلى التقدم لعدد كبير من الوظائف المختلفة، ليتلقى بعدها رفضاً من قِبَل ثلاثين فرصة عمل من بينهم KFC وحتى قسم الشرطة في مدينته.
حيث اكتفى القسم بالإجابة عن الرفض ” بأنك غير مناسب “، حتى حينما ذهب إلى KFC للحصول على فرصة عمل في الفرع الجديد، فقد تقدم حسب تصريحه 24 شخصاً إلى مناصب مختلفة ليتم قبول ثلاثة وعشرون منهم والإبقاء على جاك وحيداً خارج العائلة الجديدة، والغريب في الأمر أن ما حصل في جميع التجارب السابقة محض صدفة أو الحظ العاثر فقط.
قاد اليأس جاك بعد كل التجارب الفاشلة إلى محاولة تأسيس عمله الخاص ليبني “ALIBABA” عام 1998، ولم يكن حتى هذا الخلاص النهائي لذلك الرجل المنحوس، فقد كان في استقباله المزيد والمزيد من العقبات.
لم تجني تلك الشركة الناشئة أي أرباح تذكر خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمل، مما اضطر جاك إما للاستسلام أو لابتكار معجزة تنهي عقدة النحس في حياته.
استمد جاك إبداعه من أصعب التحديات التي مرت في تاريخ مؤسسته الناشئة، فنظراً للخسائر التي كانت تمر بها الشركة ابتعدت معظم البنوك عن التعامل مع جاك أو تقديم خدمات تبادل المدفوعات على الأقل لتغلق كل الأبواب المالية في وجهه.
ومن هنا ظهرت الفكرة لإنشاء برنامجه الخاص للتحويلات المالية ليطلق عليه “AliPay” آملاً في تلك التجربة الأخيرة أن يرى ابتسامه الحظ في وجهه، وبدأ بالفعل بنقل المدفوعات الخاصة بالشركة والتعامل معها بالعملات المختلفة التي كانت تتداول بين البائعين والمشترين في أنحاء العالم.
عندما ظهرت الفكرة تحدث الكثيرين لجاك بالقول أن هذه الفكرة هي الأغبى في التاريخ بخصوص نظام مدفوعات دون قاعدة مشتركين أو أي ضمانات مجربة في الأسواق الالكترونية..
ولم يكترث “ما” لكل ذلك الحديث وما كان عليه سوى الإجابة بأنه لن يهتم بمدى غباء الفكرة مادام سيتثنى للعديد من الناس استخدامها دون مشاكل، وفي يومنا هذا حصلت تلك الفكرة الغبية على800 مليون مستخدم دوري على شبكة AliPay، مما يظهر لنا إما غباء هؤلاء المستخدمين الذين يقاربون المليار ما يعني سدس سكان العالم، أو ذكاء جاك وتمسكه بالأمل حتى النفس الأخير وغباء كل من كان حوله.
بالتأكيد أن معظمنا لم يصل إلى هذا اليوم بسهولة ودون عقبات، لكن مادمت قد استطعت الوصول لقراءة هذه المقالة فأنت حكماً بأحسن حال من جاك الوحيد والمطرود من أغلب أعمال مدينته بجانب المستوى الدراسي المحدود..
فكما نرى أن الشهادات العليا أو الثراء لا يصنع الذكاء بل يؤمن فرصة أوفر للإبداع إن وجِد، لا تستخف بأي مما يجول في رأسك من أفكار ولا تجعل اليأس أسلوبك في الحياة، فلو قُبِل جاك فيKFC لبقي إلى اليوم يجهز طلبات الدجاج اللذيذ إلى زبائن المطعم اليوميين.